إذا كنت تحس بالكآبة وتشعر أن حياتك أصبحت روتينية أكثر من المعتاد، وأن الكلام الذي تسمعه من الناس مجرد كلام معاد ومكرر، والوجوه التي تقابلها هي الوجوه نفسها، فما عليك إلا الذهاب إلى محل لتأجير أشرطة الفيديو، واستئجار فيلم من النوع الذي يدفعك إلى البكاء، فعلماء النفس يقولون إن الجلوس أمام التلفزيون لمدة ساعتين مثلا، لمشاهدة فيلم مؤثر، بينما علبة محارم الورق إلى جانبك، تنتزع الورق منها وتمسح دموعك، يساهم في إعادة التوازن إلى نفسك أكثر بكثير من الخضوع للعلاج في عيادة للطب النفسي لمدة أسبوع، إضافة إلى أنه مجاني، بينما العلاج عند الأخصائي النفسي مكلف جدا.
ويطلق علماء النفس على العلاج بالأفلام اسم «العلاج بالسينما»، وهو معروف منذ القدم، وكان الإغريق القدامى يستخدمون الدراما كوسيلة لتطهير المشاعر والعواطف، والفيديو لا يعدو كونه وسيلة حديثة لهذا الأسلوب العلاجي الناجع.
والأفلام السينمائية توفر وسيلة سريعة للاتصال مع مشاعرك الحقيقية، ورغباتك الدفينة، وعن طريق التوحد مع أبطال الفيلم، والأوضاع الصعبة التي يمرون بها، تستطيع التنفيس عن مشاعرك ورغباتك من دون المغامرة بالسماح لهذه المشاعر والرغبات بالخروج إلى العلن في الحياة العامة.
ويقول المختصون إن العلاج بالسينما أثبت أنه أكثر نجاحا من العلاج بالتحليل النفسي، ويضرب أحد الأطباء مثالا على ذلك بقوله إن أحد زبائنه من رجال الأعمال كان يشعر بالخوف من إلقاء خطابات في المناسبات العامة، ولم يتمكن العلاج النفسي من شحنه بشيء من الثقة بالنفس، ولكن رجل الأعمال هذا تغلب على خوفه بعد مشاهدته فيلم «روكي» عدة مرات.
وقبل مدة صدر في الولايات المتحدة كتاب بعنوان «العلاج الصحيح: كيف توحي لك الأفلام السينمائية بالتغلب على مشكلاتك في الحياة؟»، من تأليف جاري سولومون، ويقول جاري في كتابه: «إن المدمنين على المشروبات الكحولية تراجعوا عن الإدمان، وانقلبت حياتهم رأسا على عقب بعد مشاهدة الممثل نيكولاس كيج يسير بخطى سريعة نحو الانتحار في فيلم «الرحيل عن لاس فيجاس».
والمرحلة الصعبة في العلاج هي إقناع المدمن بالاعتراف بمعاناته، لأنه في الغالب يميل إلى نفيها، وإذا تمكن من إقناع نفسه بالاعتراف بالمشكلة والاعتراف بأنها تؤثر في حياته كلها، وأن ما يراه على الشاشة حقيقي، ويحدث في الحياة العامة، وليس مجرد تمثيل، فإنه يكون قد خطا الخطوة الأولى في رحلة التغلب على مشكلته.
والأفلام التي يرشحها الأطباء لمعالجة بعض ندوبنا النفسية كثيرة، ليس بينها المسلسلات التي تبثها فضائياتنا ولا معظم الأفلام التي تنتجها هوليوود حاليا، ومعظمها يعود إلى العصر الذهبي لعاصمة السينما العالمية قبل سبعينات القرن الماضي.
Sent from my iPad 2 - Ť€©ћ№©¶@τ
No comments:
Post a Comment