ولا عزاء للشقراوات اللواتي أخذن قلوب شبابنا بالمعروف، فالعلماء يقولون إنهن أصبحن فئة مهددة بالانقراض، ويقول أحد علماء الأنثروبولوجيا الكنديين إنه مع بداية القرن الثالث والعشرين (أي بعد 200 سنة على الأكثر) لن تعثر على شقراء واحدة في العالم كله، ولو سرت في شوارع ستوكهولم وكوبنهاجن، حيث يكثر اللون الأشقر حاليا، فإن كل اللواتي ستصادفهن في الطريق سيكن من النوع الذي وصفه الشاعر بقوله: «الوجه مثل الصبح مبيض/والشعر مثل الليل مسود».
واللون الأشقر ليس تطورا طبيعيا للبشر وإنما طفرة حدثت أثناء العصر الجليدي قبل 11 ألف سنة، وقبل هذا التاريخ كان كل سكان العالم بشعر أسود وعيون سوداء، وأثناء العصر الجليدي حدث نقص في المواد الغذائية في العالم أدى إلى انتشار سوء التغذية وولادة جينة ظلت كامنة فترة من الزمن، ثم نشطت وأعطت شعر البعض وبشرته ذلك اللون المميز الذي يعجب الرجال، وسبب انتشاره في أوروبا أكثر من غيرها هو أن الإنسان القديم كان كثير الانتقال من مواطنه الأصلية في آسيا وإفريقيا إلى أوروبا بحثاً عن الغذاء، وخلال فترة تتراوح بين 35 و40 ألف سنة كانت حافلة بما نطلق عليه الآن سوء التغذية تكونت في جسمه جينة أدت إلى ولادة اللون الأشقر، ويقول العلماء إنه لو بقي الإنسان في مواطنه القديمة ولم ينتقل منها لاحتاجت ولادة هذه الجينة إلى ما يزيد على 850 ألف سنة.
وأتصور ان ولادة أول فتاة شقراء في كهوف الإنسان القديم كان حدثا، ولا بد أن جدنا القديم والد هذه الفتاة تساءل عن السبب الذي جعل لون شعر ابنته في مثل لون سنابل القمح أو سبائك الذهب فلم يتوصل إلى نتيجة، ولكنه لاحظ، مع تقدم ابنته في العمر، أن الشباب يتوددون إليها أكثر من غيرها لمجرد أنها تختلف عن الأخريات، واطمأن إلى أنها لن تجد صعوبة في العثور على عريس تبني معه كهف الزوجية السعيد.
والشقراء كانت عبر العصور تتمتع بحظوة لدى الرجال، الأمر الذي أثار غيرة النساء الأخريات، فبدأن ينشرن شائعات عن غباء الشقراوات وبرودتهن العاطفية، بهدف صرف أنظار الرجال عنهن، ولكن هذه الخدعة النسائية لم تنطل على الرجال، خصوصا وان العلماء في العصر الحاضر أدخلن الشقراوات إلى المختبر واكتشفن أنهن لسن أقل ذكاء من ذوات الألوان الأخرى.
ومارلين مونرو التي سلبت عقل الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي وشقيقه روبرت كانت شقراء، وعندما قيل لها: «إن هذا العالم عالم رجال» قالت: «لا يهمني إذا كان عالم رجال، طالما أنني فيه.. امرأة».
Sent from my iPad 2 - Ť€©ћ№©¶@τ
No comments:
Post a Comment