في اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، يبرز لنا نموذج طريف هو نموذج الزوجة الصينية التي أبرم زوجها معها عقداً رسمياً يتيح لها ضربه مرة واحدة في الأسبوع . هذه المرأة استفادت من الانفتاح الصيني على الغرب، والدعوة للمساواة بين الجنسين، وتدربت على الكاراتيه والجودو وغير ذلك من فنون القتال المعروفة في الصين، وصارت «تفش» خلقها بزوجها كلما «زعلت»، وهي تعترف بذلك وتقول «لا مجال لتفادي الخلافات بين الزوجين، وفي هذه الحالات لا استطيع تمالك نفسي»، وتعترف بأنها كانت تضربه إلى حد إصابته بجروح ورضوض تغطي أنحاء جسمه، وعندما فاض الكيل - كما يقولون - لجأ الزوج إلى توقيع عقد رسمي معها، بحضور والديها كشاهدين، بضربه مرة واحدة في الأسبوع فقط، وإذا أخلت بهذا الشرط تعود إلى منزل والديها لمدة ثلاثة أيام .
والأزواج الذين يتعرضون للعنف من جانب زوجاتهم اللواتي أخذن دورات في الجودو والكاراتيه كثيرون، ولكنهم يؤثرون الصمت، باعتبار أن الغُلْب بالستر أفضل من الغُلب بفضيحة، ولكن المرأة تظل الضحية الأولى للعنف المنزلي، وتشير تقارير منظمات الدفاع عن حقوق المرأة في الولايات المتحدة إلى أن هنالك واحدة تتعرض للضرب كل 18 ثانية، وكل 3 ثوان تتعرض فتاة للاغتصاب، وعدد اللواتي يتعرضن للاغتصاب يومياً يزيد على 1900 فتاة ٪20 منهن يغتصبهن أقارب من الدرجة الأولى . وورد في إحصائية للوكالة المركزية للإحصاء أن 6 ملايين امرأة أمريكية يعانين من العنف الزوجي، و07٪ تعرضن للضرب المبرح بما في ذلك الضرب بسوط مجدول من الأسلاك . وفي كثير من الأحيان يؤدي الضرب المبرح إلى القتل، وعدد اللواتي يتعرضن إلى القتل على أيدي أزواجهن يصل إلى 4000 امرأة سنويا .
والعنف الأسري يترك تأثيره في نفسية الأولاد، ويقول المختصون إن الأطفال الذين يشهدون عنف آبائهم أكثر عرضة للجوء إلى العنف مع زوجاتهم في المستقبل بما يزيد على ثلاثة أضعاف أكثر من الأطفال الآخرين، وترتفع هذه النسبة إلى 1000 ضعف بالنسبة للأطفال الذين يتسم آباؤهم بالعنف الشديد .
والمسكين الصيني اكتفى بالصبر، وبقبول وجبة عنف أسبوعيا، ولكن حوادث الطلاق بسبب العنف المنزلي في المجتمعات الغربية أعلى منها في أي مجتمع آخر في العالم، إذ أنها تزيد على ٪60 من حالات الزواج، وترتفع النسبة كلما طالت مدة الزواج، إذ إن نسبة المطلقات بين اللواتي عشن مع أزواجهن أكثر من 15 سنة تصل إلى ٪80، وهذا المؤشر خطير وله تأثيراته السلبية في بنية المجتمع، وفي تشكيل مفهوم الزواج لدى الشباب، وتكشف الإحصاءات أن ٪72 من الغربيات يعتقدن أن الحرية غير المسؤولة التي حصلت عليها المرأة خلال العقود الماضية هي سبب العنف في المجتمع، و57٪ يشعرن بالقلق لانهيار القيم والتفسخ العائلي، و٪87 يعتبرن أن المطالبة بالمساواة بين الجنسين مؤامرة ضد المرأة أفسدت عليها حياتها .
ورغم كل ما يقال، فإن المرأة الشرقية أسعد حالاً بكثير من المرأة الغربية، لأن العنف عندنا لا يزال خروجا عن القاعدة، والقاعدة عندنا هي «الرفق بالقوارير».
Sent from my iPad 2 - Ť€©ћ№©¶@τ
No comments:
Post a Comment