Monday, November 14, 2011

أغاني الفيديو كليب - صالح الخريبي


قبل مدة نشر أحد أساتذة علم النفس في جامعة القاهرة دراسة عن أغاني الفيديو كليب التي تمطرنا بها قنواتنا الفضائية على مدار الساعة قال فيها: «إن هذه الأغاني تشيع الكآبة ومشاعر الإحباط في النفس، وتؤدي إلى فتور الهمة في العمل، وتنسف القيم التي يقوم عليها المجتمع من الأساس، كما أنها تفسد علاقة الذين يدمنون الاستماع إليها بالمجتمع وبالناس المحيطين بهم».

شيء من هذا القبيل توصلت إليه دراسة أجرتها جامعة «يال» الأمريكية التي تعتبر من أفضل عشر جامعات في العالم، بالتعاون مع معهد كارنيجي المشهور، فقد كشفت الدراسة أن أغاني الفيديو كليب التي تحتوي على مشاهد فاضحة ومثيرة تمارس تأثيراً مخدراً في الشباب وتجعلهم لا يعون ما يجري حولهم. وقالت الدراسة إن المشاهد المثيرة في الأغاني تحدث حالة استنفار في العقل، وتزيد خفقان القلب وسرعة التنفس، مما يجعل الذين يشاهدونها لا يعون ما يجري حولهم للحظة، ولا تستعيد أدمغة هؤلاء قدرتها على التفكير المنطقي السليم إلا بعد ما يزيد على الثانية من انتهاء المشهد.

وخلال الدراسة حاول العلماء دراسة تأثير الصور المثيرة خارج نطاق أغاني الفيديو كليب، فجمعوا عددا من الشباب، وعرضوا عليهم مئات الصور على طريقة الفيديو كليب لمنشآت ومبان معروفة، من بينها البيت الأبيض، وضمنوا هذه الصور بعض المشاهد المثيرة، وبعد انتهاء العرض سألوا المشاركين ما إذا رأوا البيت الأبيض بين الصور، فقال القسم الأكبر منهم: إنه لم يظهر على الإطلاق، ولاحظ العلماء أنه كلما كانت صورة البيت الأبيض قريبة إلى صورة مكشوفة أثناء العرض، كان التعرف إليها أكثر صعوبة.

وصور اللافتات الدعائية التي تظهر فيها فتيات في أوضاع مغرية تعطي تأثيراً مماثلاً، وتكشف الإحصاءات في الولايات المتحدة وأوروبا أن حوادث المرور تزداد في الشوارع التي تنتشر فيها لافتات دعائية للملابس الداخلية وأدوات التجميل، إلى درجة أن المسؤول عن إدارة المرور في مدينة برلين كتب تقريراً يوصي فيه بوضع لافتات تحذيرية في المدينة تقول للسائقين والمارة: «احذروا اللافتات الدعائية» من أجل تخفيض نسبة حوادث المرور في شوارع المدينة.

ويقول العلماء الأمريكيون إن مشاهد العنف في السينما والتلفزيون تترك تأثيراً مماثلاً في العقل، من حيث إشاعة خدر مؤقت فيه. والمثير أن دماغ المرأة يستجيب لمشاهد العنف بالطريقة نفسها التي يستجيب بها دماغ الرجل، رغم الفوارق الكبيرة بين الجنسين، وبالطبع هنالك فئة لا تتأثر بهذه المشاهد هي الفئة المثقفة الملتزمة لأنها تشعر، لا شعورياً، بأنها مسؤولة عما يجري في هذا العالم. وإذا كان المسؤول عن إدارة المرور في برلين يوصي بوضع لافتات تحذر من اللافتات والملصقات الدعائية، فإن الدراسة التي أعدتها جامعة «يال» ومعهد كارنيجي توصي بوضع لافتات في كل بيت تقول للأولاد: «احذروا الفيديو كليب


Sent from my iPad 2 -  Ť€©ћ№©¶@τ

No comments:

Post a Comment