Tuesday, November 15, 2011

ظواهر غريبة - صالح الخريبي

 

ماذا يكون شعورك إذا كنت جالساً في غرفتك، وقد أقفلت الباب، وفجأة تجد شخصا يقف أمامك؟ وتسأله كيف دخل الغرفة؟ فيسخر من سؤالك ويقول لك: إنه دخل من الباب بالطبع، وتذكره بأن الباب مقفل، فيقف واجما، ويصبح أكثر حيرة منك، وربما يسألك: إذا كيف دخلت؟

هذه الظاهرة الغريبة التي يعترف العلماء بأنها خارقة للعادة يطلقون عليها اسم «المرور عبر الجدران» ويقولون: إن الكثيرين مروا في فترة ما من فترات حياتهم بها، وهي تخضع حاليا لدراسات مكثفة في المختبرات من دون أن يتوصل العلماء إلى تفسير علمي لها، خصوصا وأنها تحدث في الكثير من الأحيان دون أن يشعر الإنسان بها.

ويقول الباحث الأمريكي ريموند فاولر المختص بمتابعة الظواهر الخارقة للعادة، والذي كتب دراسات مهمة عن الأطباق الطائرة، ومثلث برمودا، إنه قابل شخصيا العديد من الذين مروا بتجربة المرور عبر الجدران، ومثال على ذلك ما حدث للفتاة فيكتوريا هايبر، وقد روت هذه الفتاة تجربتها على الشكل التالي: «أقيم منذ سنوات في غرفة مشتركة مع صديقة لي في مثل عمري تقريبا، اسمها كارول بيرسون، ونحن الاثنتين غير متزوجتين، وفي الأسبوع الماضي فوجئت بصديقتي تصر على مغادرة الشقة، والانتقال إلى شقة أخرى، وحيث أن العلاقة بيننا قوية جدا، فقد سألتها عن السبب، ولكنها رفضت الإجابة، وبعد يوم واحد عثرت الصديقة على شقة خالية، فاستأجرتها» ويقول ريموند فاولر ان كارول شرحت له فيما بعد السبب الذي دفعها إلى الرحيل قائلة: «إنه ظاهرة غريبة شاهدتها من صديقتي فيكتوريا.» وأضافت: «كنت أقوم بكوي ملابسي، وقد وضعت حامل الكوي على الباب، بينما كانت فيكتوريا تضطجع على الصوفا تتابع برامج التلفزيون، وفجأة، شعرت فيكتوريا بالعطش، وحاولت الخروج من الغرفة إلى المطبخ فلم تستطع، بسبب حاجز الكوي، فعادت وجلست على الصوفا وقالت إنها ستشرب بعد انتهائي من الكوي، وبعد دقائق فوجئت بها تخترق الجدار، وتسير إلى الغرفة الأخرى، ثم إلى المطبخ، وتشرب، وتخترق الجدار مرة أخرى، وتعود إلى الاستلقاء على الصوفا، وأسقط في يدي، وهيئ لي أنني أسكن مع جنية، لا مع فتاة، فقررت الرحيل من الغرفة» والغريب أن فيكتوريا لا تذكر أن أمرا من هذا النوع حدث لها على الإطلاق.

ويقول الباحث ريموند: «إن ظاهرة المرور عبر الجدران تشبه إلى حد كبير ظاهرة التعرض للاختطاف بواسطة الأطباق الطائرة، من حيث أن الذين يمرون بها يكونون في شبه غيبوبة، ولا يذكرون ما حدث لهم». بينما يرى غيره أن السبب في الظاهرة هو الكائنات الفضائية ذاتها، ولا يستبعدون أن يكون الذين يمرون بها أناس يتعرضون لخطف مؤقت، بشكل أو بآخر، ويقول أحد الباحثين: «لقد مر البعض بتجربة المرور عبر الجدران، ومشى مسافة أميال، واستخدم وسائل انتقال، وعاد إلى منزله، وعندما سألناه عما حدث بعد خروجه من المنزل نفى أن يكون قد غادر المنزل».

ويقول الخبراء: «إن الأطفال يمرون بحالات من هذا النوع، وعندما يتحدثون عنها للكبار يعزو الكبار الحديث إلى خيال الطفولة الجامح، بينما قد تكون القصص التي يرويها الطفل صحيحة، ومع مرور الزمن، يكبر الأطفال ويغرقون في عالم الماديات، ويفقدون القدرات الخارقة التي يمتلكونها».

والإنسان عالم من الأسرار بدأ العلم يكشفها، ويقول العلماء: «إن الذرات يمكن أن تعبر الجدران والمواد الصلبة دون أن تتعرض لأي اختلال، والمبدأ ذاته ينطبق على البشر عندما يمرون بهذه التجربة الغريبة».

والإنسان ليس جرما صغيرا، فقد انطوى فيه العالم الأكبر.

 


Sent from my iPad 2 -  Ť€©ћ№©¶@τ

No comments:

Post a Comment