Tuesday, November 15, 2011

أطلس العجائب - صالح الخريبي


الأشياء الغريبة التي تسقط من الجو على شكل أمطار ولا يُعرَف لها مصدر جمعها فرانسيس هيتشينج في كتاب بعنوان «أطلس العجائب» هو في الواقع حصر زمني لهذه الظواهر يبدأ من العام 200 ميلادي ويمتد إلى وقتنا الحاضر. وفي «أطلس العجائب» نكتشف أن السماء لا تمطر ماء يحيي الأرض بعد موتها فقط، وإنما تمطر أسماكا وضفادع وحشرات وسحالي وطيوراً وبذور نباتات كالشعير والبازلاء والفول والفاصوليا.. بل وفستقاً وكتلا ثلجية كبيرة، ويقول «أطلس العجائب» إن هذه الأمطار سقطت على أنحاء مختلفة من العالم، ودرسها العلماء بدقة وأخضعوها للاختبارات، ومع ذلك بقي مصدرها سرا مغلقا أمامهم.

وفي مدينة بريستول البريطانية أمطرت السماء بندقا في 13 مارس عام 1977، ويقول السيد أوزبورن الذي عاد إلى منزله «مبللا» بالبندق: «كانت ثمار البندق تطرقع على أسطح السيارات في الشارع، قبل أن تسقط على الأرض، كانت طازجة وحارة، وفي أول الأمر ظننت أن أحدا ألقاها من فوق سطح أحد المباني المطلة على الشارع، ولكنني عندما تطلعت إلى أعلى وجدتها تسقط من السماء التي كانت زرقاء صافية خالية من السحب.» وقدر الذين شاهدوا هذه الظاهرة أن 4000 حبة بندق سقطت من الجو.

وفي عام 1819 سقطت من الجو سمكة من أسماك الرنجة يزيد طولها على 30 سنتيمترا في شارع رئيسي بولاية واشنطن، وفي عام 1879 سقطت أمطار من هذا النوع من السمك على مدافن أودفيلو بساكرمنتو. وفي عام 1841 تساقطت على بوسطن أمطار من السمك والحبار يصل طول الواحد منه إلى ربع متر، وفي عام 1894 سقطت على بوفينا في المسيسبي سلحفاة من النوع المسمى جوفر داخل كتلة من الثلج، أما في وركستر وماساشوسيتس فقد سقطت أعداد من البط المتجمد، وفي عام 1969 نشرت الصحف البريطانية أن أمطارا من الضفادع تساقطت في باكنجهامشاير. بل إن الصحف في استراليا توقفت عن نشر أخبار هذه الأمطار الغريبة، لأنها باتت لكثرة تكرارها تعتبرها شيئا عاديا.

والتفسير الشائع لهذه الوقائع هو أن عاصفة دوامية رفعت هذه الأشياء من الأنهار أو البحار أو الأرض وصعدت بها إلى الجو لتسقط بعد ذلك بفعل الجاذبية الأرضية، ولكن العلماء الذين حققوا في هذه الظواهر يقولون: «لو صح هذا الافتراض لحملت العاصفة معها نفايات وأشياء أخرى غير الأسماك والبذور»، ولكن في كل الحالات التي جرى التحقيق فيها كان هنالك نوع واحد من الكائنات يهبط من الجو، لا تدخله أية شوائب، وبعض الأسماك التي سقطت من الجو من النوع الذي يعيش على عمق تحت الماء ولا تستطيع العواصف التي تهب فوق البحار أو الأنهار انتزاعه من أعماقه.

وإذا جاز لنا أن نأخذ بالوقائع التي جمعها العلماء فإننا نجد أن بعض هذه الظواهر يتحدى القوانين الطبيعية والعلمية، فقد تحدثوا مثلا عن كتل من الثلج تحوم فوق الأرض فترة طويلة ولا تصطدم بها، ونيازك مصحوبة بكتل من الثلج لا يذوب ثلجها عند اختراق الغلاف الجوي وهنالك ما أطلق عليه القدماء اسم «عفن النجوم» يعود تاريخه إلى بداية التاريخ المكتوب، حيث تسقط نيازك على الأرض، وعلى مقربة منها يعثر الناس على كتل شبه هلامية، أو على نيزك هلامي.

والمعروف أن النيازك شهب، أو أجزاء شهب، تسقط على الأرض، ويتكون النيزك عادة من صخور ومعادن، وهو يصل إلى الأرض في حالة متميزة لأن مادته تتحمل الحرارة لدى دخوله الغلاف الجوي، أما المادة الهلامية فإنها تتبخر خلال ثوان.

ظواهر تحير العلماء، وكل ما تطرحه هو تساؤلات بعد تساؤلات، لكي يدرك العلماء أنهم ما أوتوا من العلم إلا قليلا.

Sent from my iPad 2 -  Ť€©ћ№©¶@τ

No comments:

Post a Comment