Tuesday, November 15, 2011

الوجه الآخر - صالح الخريبي

 

الذين يعرفون أمريكا من خلال الأفلام التي تنتجها هوليوود يرون الجانب الذي تسمح الكاميرات بالتقاطه: دولة غنية منيعة الجانب، يعيش مواطنوها برخاء وحرية وسعادة، وكأنهم في جنة الله على الأرض، ولكن هذا الجانب الذي جملته هوليوود بالماكياج والمساحيق يخفي جانباً مأساوياً تكشفه الإحصاءات الرسمية التي تتحدث عن الصورة الحقيقية لأمريكا.

والإحصاءات الأمريكية الرسمية تقول إن ٪76 من طلاب المدارس الثانوية في ميتشيجان وديترويت توقفوا عن متابعة الدراسة بسبب الفقر، ولجأوا إلى الشارع، وتشير الإحصاءات في ولاية كولورادو إلى أن ما يزيد على ٪73 من السكان خبزهم كفاف يومهم كما يقولون، وأن عدد الأطفال الفقراء ارتفع من 104 آلاف عام 2000 إلى 180 ألفاً عام 2006 من أصل عدد سكان هذه الولاية الذي لا يزيد على 6.4 مليون نسمة. ومع انتهاء كل سنة دراسية يكون ما يعادل ٪20 من المدرسين في المدارس الحكومية التابعة لهذه الولاية قد تركوا عملهم أو انتقلوا منه.

والصورة تبدو مأساوية بالفعل في دولة تطرح نفسها كزعيمة للعالم، إلى درجة أن أصواتا بدأت ترتفع في العديد من الولايات تقول: «لو كنا نحن ندير شؤوننا بمعزل عن الحكومة الفيدرالية، لتمكنا من تخفيض نسبة الفقر عندنا بمعدلات كبيرة».

ويذكر الائتلاف الوطني للمشردين على موقعه على الانترنت أن إحصاءات العام 2006 تشير إلى أن عدد المشردين الذين لا يملكون منزلاً يأوون إليه في الولايات المتحدة تجاوز 3، 5 مليون شخص عام، 2006 من بينهم 1، 35 مليون طفل، وأن ٪62 من السكان يعانون الفقر، 37 مليوناً منهم، أي ما يعادل ٪13 من السكان، يعيشون في فقر مدقع، أي دون خط الفقر الأحمر، و13 مليوناً يعانون سوء التغذية، أو يبيتون على الطوى في معظم الأيام.

وفي ضواحي المدن الأمريكية في الجنوب بدأت تنتشر ما أطلقت عليه النيويورك تايمز لقب «الكولونياس» وهي كلمة إسبانية تعني الضواحي الجديدة، وهذه الضواحي تضم أكشاكاً مصنوعة من التنك، لا تحتوي على تمديدات صحية ولا ماء ولا كهرباء، وتنتشر فيها الفئران والجراذين والحشرات والأمراض بطريقة دفعت النيويورك تايمز إلى وصفها بأنها «عالم ثالث قيد التكوين» في أمريكا.

وإلى جانب الوجه المشرق الذي تقدمه هوليوود لأمريكا، هنالك وجه بائس تكشفه الإحصاءات، هو وجه الفقراء والمشردين و«الكولونياس».


Sent from my iPad 2 -  Ť€©ћ№©¶@τ

No comments:

Post a Comment