الطبيعة تنتقم من الذين يخرجون على قوانينها، وها هم الأطباء في الدول الغربية يتحدثون عن (عارض كارولين) وكارولين هي أميرة موناكو التي شغلت أوروبا في السبعينات والثمانينات، وقيل فيها إنها الوريثة الشرعية الوحيدة لأناقة وسحر وجاذبية والدتها الممثلة جريس كيلي، إلى أن بدأ شعرها يتساقط، وانتهى بها الأمر في غرفة صغيرة معزولة عن الناس والمجتمع، تتحاشى كاميرات المصورين التي كانت ترتبط معها بعلاقة حب غير عادية، شبيهة بتلك العلاقة التي كانت تربط الكاميرات بديانا.
ويقول الأطباء إن «عارض كارولين» الذي يتمثل بتساقط الشعر إلى حد الإصابة بالصلع، هو الضريبة التي تدفعها المرأة العصرية لقاء «استرجالها»، أو تشبهها بالرجل، فالمرأة لم يعد يعجبها هذه الأيام البقاء في المنزل ورعاية زوجها وأولادها كما تريد الطبيعة لها، وإنما لبست الجينز، ونزلت إلى معترك الحياة، وقامت بدور هو أقرب إلى الدور الذي يقوم به الرجل، وكأن حياتها لا تستقيم ولا تصبح جميلة إلا إذا نزعت جلدها الأنثوي ولبست جلدا أكثر خشونة، وتحت شعار (المساواة بين الجنسين) ونسيت المرأة أن المساواة هي مساواة في الحقوق والواجبات، وليس في المظهر، أو طريقة التصرف، وهكذا لبست ملابس الرجال، وقلدتهم في التصرف، وباتت ترفع صوتها في وجوههم إذا وجهوا أية ملاحظة إليها، ربما لتثبت أنها أكثر رجولة منهم، وأهملت تنمية طبيعتها الأنثوية، فعاقبتها الطبيعة بتشويه الجوانب الأنثوية فيها، ابتداء من الصدر الذي بدأ يميل إلى الضمور، إلى الشعر الذي بدأ يتساقط، إلى الصوت الذي بدأ يميل إلى الخشونة، ولم يعد بين فتيات اليوم من تستحق أن يكتب عنها الشاعر قصيدة، ولذلك خفت نسبة الغزل في شعرنا حتى كادت تنقرض.
ويقول جوناثان كاب، مدير تحرير إحدى المجلات المختصة بالعناية بالشعر: «إن ما يزيد على ٪70 من النساء المعاصرات يعانين من تساقط الشعر، وكلما كانت المرأة أكثر عصرية كانت أكثر تعرضا لتساقط الشعر». ويضيف: «المرأة العصرية تجد نفسها مضطرة هذه الأيام للتعامل مع إيقاع الحياة المتسارع، والضغوط التي تواجهها في العمل، كما أنها تهمل التغذية الصحيحة التي تؤمن لجسمها الصحة والقوة، بسبب انشغالها، أو بسبب اهتمامها بالريجيم، كما أن سوء التغذية، إلى جانب التوتر، يؤديان إلى تساقط الشعر».
وعندما يبدأ الشعر بالتساقط، تشعر المرأة بأن شعرها تاج لجمالها بالفعل، وهبة الله لها، وأنها لم تحسن العناية به عندما كان موجودا، ولذلك تفقد الثقة بالنفس، وتتجنب الاختلاط بالناس، حيث يصبح شعرها الخفيف لافتا للنظر، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الضغوط النفسية وتفاقم المشكلة، بحيث يصبح احتمال الإصابة بالصلع مرشحاً للازدياد، والحل الوحيد لعلاج هذا العارض هو إزالة أسباب التوتر.
وطبيعة المرأة هي: الأنوثة، والطبيعة تفرض منطقها، وتعاقب من يخرج على هذا المنطق، والمشكلة التي تواجهها المرأة هذه الأيام هي أنها تحاول وضع الصخور في وجه طبيعتها الأنثوية، أو تغيير هذه الطبيعة والتصرف بمنطق غير منطقها. وإذا كان أبو الطيب المتنبي قد ذكر أن السر الحقيقي في حسن البداوة هو أنه حسن طبيعي غير مشوب بالمساحيق، فإن النصيحة التي يقدمها الخبراء لكل امرأة تعاني من سقوط الشعر أو ضمور الصدر أو عدم تناسق الجسم، هي: انزعي الجينز، وعودي إلى طبيعتك الأنثوية، تزول المشكلات التي تعانين منها، وتذكري أن المساواة هي في الحقوق والواجبات، وليست في الشكل والمظهر.
Sent from my iPad 2 - Ť€©ћ№©¶@τ
No comments:
Post a Comment